لا تتركي سلاحك معطل , الحل بين يديك و لا تتواني في اللجوء الى من بيده ملكوت السماوات و الارض سبحانه وتعالى , مجيب الدعاء قاض الحاجات , لست بالواعض و لست بالعالم أو الفقيه .. عبد ضعيف , مذنب , مقصر , تائه فقير الى ربه ... خطر ببالي أن احكي قصتي... مع ماذا ؟ نعم قصة ألم و أمل لم أندم يوما عليها , قربتني من ربي , زادت في ايماني , احدى صفحاتها تحكي معنى الدعاء و مكانته في حياتي , كان طوق نجاة في أحلك الضروف كانت لي اربعة حاجات تحققت كلها و الحمد لله و اعتى ما عشته من ألم في طريقه الى الزوال باذن الله .
كل ما خط في الدعاء من كلمات عشته حتى احببته , اجببت الدعاء بعد حب الله الذي استجاب , انه الدعاء ,انها العبادة , انه صدق المناجاة و التوجه الى الله .
كلمات قرأتها يوما و هي لابن الجوزي , وزنتها فهمتها , و طبقت ما كان على فعله منذ زمن بعيد , أحطت بالموضوع جيدا , افردت له الوقت الكافي , استوعبته على مهل , و كان أن :
رزقت بعمل و الحمد لله بعد تعطيل قسري لمدة 05 أعوام , تزوجت و أنجبت على الرغم من ظروف قاهرة لن يقوى على قهرها أحد الا بتوفيقه عز وجل , فتحت لى أبواب الرزق و الحمد لله ,بعد ان كنت محتاجا , عاطلا , و غير متزوج ... نعم و السبب اني لم افتر و لم اتوانى في طرق بابه , و التذلل له , مناجاته , و معرفته ... يا الله ما أكرمك , لن استطيع وصف معرفتي له في تلك الايام .
كلمات كانت حافزا لي على المضي قدما و عدم الاتفات الى الوراء و التي لن اطيل في كشفها لكم .. لمن لم يقرأ :
· لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعوفلا يجاب ، فيكرر الدعاء و تطول المدة ، و لا يرى أثراً للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر .
و ما يعرض للنفس من الوسواسفي تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ، و لقد عرض لي من هذا الجنس . فإنه نزلت بينازلة ، فدعوت ، فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده .
فتارة يقول : الكلام واسع و البخل معدوم ، فما فائدة تأخير الجواب ؟
فقلت له : إخسأ يا لعين ، فما أحتاج إلى تقاضي ، و لا أرضاك وكيلاً .
ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك و مساكنة وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوكالمقدر في محاربة العدو لكفي في الحكمة .
قالت : فسلني عن تأخير الإجابة فيمثل هذه النازلة .
فقلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك ، و للمالك التصرف بالمنع والعطاء ، فلا وجه الاعتراض عليه .
و الثاني : أنه قد ثبتتحكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة و الحكمة لا تقتضيه ، و قد يخفىوجه الحكمة فيما يفعله الطبيب ، من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة ، فلعلهذا من ذاك .
و الثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة ، و الاستعجال مضرة ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي .
الرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة ، أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه .
فابحثي عن بعض هذه الأسباب لعلك تقفي بالمقصود كما روى عن أبي يزيد رضي الله عنه : أنه نزل بعض الأعاجم في داره فجاء ، فرأه فوقف بباب الدار ، و أمر بعض أصحابه فدخل ، فقلع طيناً جديداً قد طينه ، فقام الأعجمي و خرج . فسئل أبو يزيد عن ذلك فقال ( هذا الطين من وجه شبهة ، فلما زالت الشبهة زال صاحبها ) .
و عن إبراهيم الخواص رحمه الله عليه أنه خرج لإنكار منكر ، فنبحه كلب له فمنعه أن يمضي ، فعاد ودخل المسجد ، و صلى ثم خرج ، فسئل فبصبص الكلب له فمضى ، و أنكر فزال المنكر.
فسئل عن تلك الحال فقال :( كان عندي منكر ، فمنعني الكلب ، فلما عدت تبت من ذلك ، فكان ما رأيتم ) .
و الخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب ، فربما كان في حصوله زيادة إثم ، أوتأخير عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح .
و قد روي عن بعض السلف أنه كان يسألالله الغزو ، فهتف به هاتف : ( إنك إن غزوت أسرت ، و إن أسرت تنصرت ) .
و السادس : أنه ربما كان فقد ما فقدته سبباً للوقوف على الباب و اللجأ و حصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول .
و هذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ .
فالحق عز وجل من الخلق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه ، يستغيسون به ، فهذا من النعم في طي البلاء .
و إنما البلاء المحض ، ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ، ففيه جمالك .
و قد حكي عن يحي البكاء أنه رأى ربه عز وجل في المنام ، فقال : [ يارب كم أدعوك و لا تجيبني ] ؟ فقال : ( يا يحي إني أحب أن أسمع صوتك) .
و إذا تدبرت هذه الأشياء ، تشاغلت بما هو أنفع لك ، من حصول ما فاتك من رفع خلل ، أواعتزار من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب .
.............
لمن اراد الكتاب كله من هذا الرابط , و هو و الله من كتب الرقائق النادرة التي نحن في امس الحاجة لها
كاتب الموضوع : ياسر

إرسال تعليق